إن أفضل ما يقال ويكتب ويقرأ كلام الله سبحانه وتعالى وبه نبدأ،
يقول الله عز وجل في الآية الثانية من سورة المائدة:
(وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) صدق الله العظيم
لا يختلف اثنان على وجوب الوقوف صفا واحدا خلف الحكومة في ظل الظروف الراهنة وانتشار فايروس كورونا، ونثني على جهود الحكومة لمواجهة انتشار هذا المرض ونقدر اللغة الصادقة التي تخاطب بها الشعب وآخرها الكلمات المحترمة التي جاءت على لسان الناطق باسم الحكومة العضايلة، (انها المرة الأولى لهذه التجربة وانه من المتوقع حدوث تقصير وستعمل الحكومة على تلافيه اولا بأول وتعتذر الحكومة عن الوضع الراهن).
ولقد كان الفارس الأردني المميز معالي د. سعد باشا جابر مثالا للمسؤول ليس المخلص للوطن فحسب بل الكفؤ أيضا بإنسانيته قبل أن يكون كفؤا في عمله وحسه المسؤول، وقد كان لتنبؤاته وردة فعله لما يستلم من معلومات من منظمة الصحة العالمية الصدى الكبير داخل مجلس الوزراء التي جعلت الاردن حاليا في مقدمة الدول التي تواجه الكورونا بأفضل مستوى في العالم ويتعلم منه كافة الدول،
وله منا كل الاحترام والشكر والتقدير.
وفي ظل قانون الدفاع يبقى الاردن محتاجا لكل خبرائه في كل القطاعات بلا استثناء، ويبقى الجهل هو العدو الأول للإنسان وللإنجازات الإنسانية، يقول الإمام الشافعي رحمه الله .. ما جادلني عالما الا غلبته وما جادلني جاهلا الا غلبني.
إن ما يصدر عن بعض أفراد الشعب في هذه الأيام نابع من عواطفهم وخوفهم، ولكنهم بنفس الوقت يجهلون الكثير من الاصول والمسؤولية والمصلحة العامة.
ومع احترامنا وتقديرنا لوزير الصحة وعمل الحكومة ووجوب الالتزام بالتعليمات الا ان حاجتنا ملحة للخبراء الاقتصاديين والتجار حتى تنجح الاردن بمواجهة الكورونا ولا تنهار اقتصاديا، وكذلك نحتاج للمزارعين ولمنتجي الأغذية وغيرها من القطاعات بل جميع القطاعات، ولا شك اننا نحتاج للخبرات القانونية لنكون بأفضل وضع قانوني يحافظ على ما سبق من إنجازات ويحمي المرحلة بالمركز القانوني الصحيح ويبني لمستقبل يحفظ حقوق الجميع،
فلا تقل حاجة الاردن للآراء القانونية عن حاجته للخبرات الطبية، ولكن من يجهل الاصول والمصلحة لا يرى ذلك.
ان الوضع الراهن وفايروس كورونا بات في حكم المؤكد أنه سينشأ عنه نظام عالمي جديد اغفله الغرب (أمريكا وأوروبا)، ولن يضيع المعسكر الشرقي (الصين وروسيا) هذه الفرصة، لذلك وجب على خبراء السياسة في الاردن التحرك عاجلا لدراسة هذا الموقف سياسيا لأن الاردن كان لعشرات السنوات كما هو عليه الآن مع أقوى دولة حاليا وهي أمريكا التي لا نعلم اين ستكون في ظل النظام العالمي الجديد، النظام العالمي بعد الكورونا.
إن هذا ما توجبه العقلانية عند التدقيق بما تقوم به الصين مثلا،
بقلم: المحامي اسلام الحرحشي
مدير مركز إحقاق للدراسات القانونية